التفسير:
٨، ٩ - ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (٩)﴾:
استئناف لبيان أَحوال أَهل النَّار بعد بيان حال النَّار نفسها.
والمعنى: تكاد جهنم تتقطع من شدة غضبها على الكفار، كلما أُلقي في النَّار جماعة منهم سأَلهم حراسها - وهم مالك وأَعوانه من الملائكةِ - سألوهم - موبخين قائلين: أَلم يأتكم رسول يتلو عليكم آيات الله، وينذركم لقاءَ يومكم هذا؟ أَجابوا معترفين قائلين: نعم قد جاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا فيما جاءَنَا به من الآيات: ما أَنزل الله على بشر من شيءٍ وكما قلنا لهؤُلاءِ الرسل: ما أَنتم في ادعاءِ رسالتكم عن الله إِلا في ضلالٍ وبعد كبير عن الحق والصواب، وجوز الزمخشري أَن يكون هذا من كلام خزنة النَّار للكفار.
١١، ١٠ - ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (١١)﴾:
هذا اعتراف آخر من أَهل النَّار، وكأَن خزنة النَّار قالوا لهم، أَلم تسمعوا آيات ربكم وتعقلوها؟ فقالوا معترفين: لو كنا نسمع كلام الرسل سماع فهم وتدبر أَو نعقله، ما كنا في أَصحاب النار، أَي: في عدادهم ومن جملتهم، فكلام الرسل كان أَولى بتصديقنا لكونه جاريًا على سُنَّة الحجة، ومبنيًّا على البرهان، فكان هذا اعترافًا من الكفار بذنبهم في الإعراض عن الحق المبين، فبُعْدًا لهم عن رحمة الله.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)﴾


الصفحة التالية
Icon