﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥)﴾
المفردات:
(ذَلُولًا): سهلة تستقرون عليها، والذلول: المنقاد الذي يذل ويخضع لك، والمصدر الذُّل وهو اللين والانقياد.
(فِي مَنَاكِبِهَا): في جبالها كما قاله ابن عباس، أَو طرقها وفجاجها كما قاله الحسن، قال القرطبي: وأَصل المنكب الجانب، ومنه منكب الرجل، والريح النكباءُ، وتنكب فلان عن فلان - أَي: اجتنبه - والأَمر بالمشي فيها للإرشاد والطلب.
التفسير:
١٥ - ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥)﴾:
والمراد من هذه الآية - على تفسير ابن عباس للمناكب - أَنه تعالى جعل الأَرض كلها سهلة السلوك لطلب الرزق سهولًا وجبالا.
والمعنى عليه: هو الله وحده الذي جمل الأَرض حين خلقها سهلة منقادة للإِنسان في إِقامته وفي مشيه لطلب الرزق وسواه من الأَغراض، فلا يمتنع عليه شيء فيها حتى جبالها، فقد أَوجد فيها مسالك للمشي فيها، فامشوا في مناكبها وجبالها، وكلوا من رزقه بسعيكم إِليه في إِقامتكم وفي أَسفارهم، وإِليه تعالى رجوعكم بعد بعثكم فبالغوا في شكر نعمه التي منها تذليل الأَرض وتمكينكم منها وبث الرزق فيها، ليحسن ثوابكم على شكركم، وتفسير الآية على رأي الحسن: فامشوا في طرقها وفجاجها... إِلخ.