أَو نصرًا له لعلمه أَنه لا يجد ذلك عنده، ونظرا إِلى أَنه قد يتبادر إِلى الذهن أَن عدم السؤال قد يرجع إِلى أَنه لا يرى بعضهم بعضًا فقيل: (يُبَصَّرُونَهُمْ) أَي: يرونهم ويعرفونهم ولكنهم لتشاغلهم بأَنفسهم لم يتمكنوا من تساؤلهم أَو لأَنهم لا يرون جدوى في ذلك.
١١، ١٢، ١٣، ١٤ - ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤)﴾:
أَي: هذا المجرم الآثم الظالم الذي تناهى إِجرامه بكفره بربه واستكباره عن عبادة مولاه يحب ويتمنى - فداءً لنفسه من العذاب - أَن يقدم أَبناءَه وزوجه وأَخاه وعشيرته الخارج منها المتفرع عنها التي تؤريه وتضمه إِليها إِذا أَلمت به ملمة أو نزلت به نازلة، ويقدم أَيضًا جميع من الأَرض، والمراد أَن ذلك الكافر والمذنب يود لو يفتدي نفسه بهذه الأَشياءِ ثم يؤدي ذلك إلى نجاته.
وجاءَت (ثُمَّ) في قوله تعالى: (ثُمَّ يُنجِيهِ) لاستبعاد الإِنجاء، يعني يتمنى لو كان هؤُلاءِ جميعًا تحت يده وبذلهم في فداء نفسه ثم ينجيه ذلك، ولكن هيهات أن تكون له نجاة.
﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨)﴾:
المفردات:
(لَظَى): علم لجهنم منقول من اللظى بمعنى اللهب الخالص.
(لِلشَّوَى): لجلدة الرأس، وقيل: للأَطراف وسيأتي.
(تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى): تطلب من أَعطى ظهره للحق وأَعرض عن الطاعة للدخول فيها.


الصفحة التالية
Icon