وخالفه، وأَنه لن يجد له ملجأً ومَعاذًا يلجأُ إِليه وينتصر به من دون الله إِلا إِذا قام بتبليغ رسالة ربه فأَنذرهم وبشرهم.
٥ - جاءَت خاتمة السورة ونهايتها ببيان أَن الله وحده - جل شأنه - هو العليم بمعرفة الغيب فلا يظهر أَحدًا على غيبه إِلا من اختاره واصطفاه لنبوته ورسالته فيظهر له ما يريد من الغيب، وأَنه يحفظ الرسول ﷺ ويصون رسالته من استراق الشياطين وتخليطهم: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا).
ونرى قبل التفسير أَن نعرض لمسائل:
١ - الملائكة:
وهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أَمرهم ويفعلون ما يؤمرون، خلقهم الله من نور وفطرهم على الطهر وناط بهم أَمورًا كثيرة؛ فمنهم رسل الله إِلى أَنبيائه، ومنهم حملة عرش الرحمن، والحفظة، والكتبة، وملائكة الرحمة وملائكة العذاب، إِلى غير ذلك ممَّا لا يعلمه إِلا الله، وأَنهم - عليهم السلام - قد أَمدهم الله بالقدرة الشديدة على الأَعمال العظيمة التي لا تدانيها قدرة ولا يصل إِليها الإِنس والجن، وقد أَمكنهم الله من التشكل والتصور بالأَشكال الجميلة التي لا تحكم عليهم، ويراهم الناس عليها، ويراهم الناس عليها، أَما صورهم الأَصلية فلا يبصرهم عليها إِلا من شاءَ الله من عباده كالأَنبياء والمرسلين.
٢ - الجن:
واحده (جني) كروم ورومي وترك وتركي: وهو جنس من خلق الله ذوو أَجسام عاقلة تغلب عليها النارية كما يشهد لذلك قوله تعالى: (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِن نَّارٍ)، وهي قابلة للتشكل بالأَشكال المختلفة التي تحكم عليهم، ومن شأنها الخفاء، وترى بصور غير صورها الأَصلية التي لا يراهم عليها إِلاَّ الأَنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ومن شاءَ الله - تعالى - من خواص عباده، ولها قوة على الأَعمال الشاقة العظيمة التي يعجز عنها عامة


الصفحة التالية
Icon