(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) أَي: وأَما الكافرون الجائرون البعيدون عن الحق والإِيمان فكانوا في سابق علم الله الأَزلي، كانوا حطبًا للنار وقودها الناس، والحجارة؛ تسعر بهم كما تسعر بكفرة الإِنس.
﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (١٦) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (١٧) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (١٨) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (٢٠) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (٢٢) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣)﴾
المفردات:
(غَدَقًا): كثيرًا.
(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ): لنعاملهم معاملة المختبر الممتحن لنعلم علم ظهور ما يكون من أمرهم: أَيكفرون أَم يشكرون.
(وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ): هو من قولهم: أَعرضت عنه، بمعنى أَضربت وتوليت وصددت عنه، أَي: أخذت عَرْضًا، أَي: جانبًا غير الجانب الذي هو فيه.