الأَخلاق، فكأَنه قيل: اهجر الجفاءَ والسّفه وسوء الخُلُق وكل شيءٍ يقبح: كالأَصنام وعبادة الأَوثان؛ فإِنها تنتهي بصاحبها إِلي العذاب.
٦ - (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ):
١ - قال ابن عباس: المعنى: لا تُعْط العطية تلتمس أَكثر منها، وهذا خاص بالنبي ﷺ لأَنه مأَمور بَأجمل الأَخلاق وأَشرف الآداب.
٢ - وقال الحسن البصري: ولا تمنن بعملك على ربك تستكثره، واختاره ابن جرير.
٣ - وعن مجاهد: ولا تضعف أَن تستكثر من الخير؛ وقال: " (لا تمنن) في كلام العرب. لا تضعف".
٤ - وقال ابن زيد: لا تمنن بالنبوة على الناس تستكثرهم بها تأَخذ عليها عرضًا من الدنيا.
٥ - وقيل: ولا تعط مستكثرًا، أَي: رائيًا لما يعطيه كثيرًا. فهذه أَقوال، والأَظهر القول الأَول.
٧ - (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ):
أَي: ولوجه الله: مربيك ومالكك فاقصد جهته وجنابه وابتغاء مرضاته وطلب ثوابه، فتجمل بالصبر على وجه العموم؛ ليفيد كل مصبور عليه ومصبور عنه، أَو يراد: الصبر على أَذي المشركين لأَنه أَحد ما يتناوله العام، لا لأَنه وحده هو المراد.
وفضائل الصبر لا تحصي، ويكفي في ذلك قوله تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (١)، وقوله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: "إِذا وجهتُ إِلى عبدٍ من عبيدي مصيبةً في بدنِه أَو مالهِ أَو ولدِه ثم استقبلَ ذلك بصبرٍ جميل استحييتُ منه يومَ القيامةِ أَن أَنصبَ له ميزانًا، أَو أَنشرَ له ديوانًا".
(١) من الآية ١٠ من سورة الزمر.


الصفحة التالية
Icon