(شَرُّهُ): عذابه وضرره.
(مُسْتَطِيرًا): فاشيًا منتشرًا.
(يَوْمًا عَبُوسًا): اشتد عبوس من فيه، أَو تكلح فيه الوجوه لهوله.
(قَمْطَرِيرًا): شديدًا صعبًا كأَنه التف شره بعضه ببعض.
التفسير:
٤ - (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلًا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا):
بين سبحانه حال الفريقين وأَنه تعبَّد العقلاء وكلَّفهم ومكَّنهم ممَّا أَمرهم به، فمن كفر فله العقاب، ومن وحّد وشكر فله الثواب، وفي هذه الآية الكريمة يخبر الله عمَّا أَعدَّه وهيَّأَه للكافرين به من خلقه سلاسلَ يقادون بها في جهنم، كل سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا كما في سورة (الْحَاقَّة)، وأَغلالًا تُغَلّ بها وتقيد أَيديهم إِلى أَعناقهم وكان أَبو الدرداءِ يقول: ارفعوا هذه الأَيدي إِلى الله قبل أضن تُغَلّ بالأَغلال، قال الحسن: تجعل الأَغلال في أَعناق أَهل النار لا لأَنهم أَعجزوا الله، ولكن إِذلالًا لهم، كما أَعَدَّ تعذيبًا لهم نارًا موقدة مُسَعَّرة بها يُحرقون، وتقديم وعيدهم مع تأَخرهم في الذِّكر في قوله تعالى: (إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) للجمع بينهما في الذِّكر كما في قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ) (١)، ولأَن الإِنذار أَنسب بالمقام، وحقيق بالاهتمام، ولأَن تصدير الكلام وختمه بذكر المؤْمنين أَنسب، ولَمَّا ذكر ما أَعده لهؤلاءِ الأَشقياءِ من العذاب والسعير قال بعده:
٥ - (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا):
شروع في بيان حسن الشاكرين إِثر بيان سوءِ حال الكافرين (وَالأَبْرَارَ) جمع بار أَو بَرّ وهو المطيع المتوسع في فعل الخير، وقيل: من يؤدي حق الله ويوفي بالنذر -هؤلاءِ الأَبرار يشربون في الآخرة من خمر أَو من زجاجة بها خمر، (كَانَ مِزَاجُهَا): أَي ما تمزج