سوانا، فكل المخلوفات قَهْر عظمتنا، والأَسر في الأَصل: هو الشد والربط، وأُطلق على ما يشد ويربط به، وكانت الأَعصاب والعروق للشد والربط لأَنها تشبه الجبال التي يربط بها، والمراد: شدة الخلق وكونه موثقًا حسنًا، قال تعالى: "الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ" (١) والكلام هنا جاءَ للامتنان وبيان فضل الله عليهم، وذلك بإِسداء النعم الجليلة التي قابلوها بالمعصية، أَي: سويت خلقكم وأَحكمته ومددتكم بالقوى وكَرَّمتكم ثم تكفرون بي؟!
(وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا): هذا تهديد لهم بالإِهلاك، أَي: وإذا أَردنا إِهلاكهم وتدميرهم جئنا بأَمثالهم في شدة الخلق وإِحكام الصنع ممن يطيعنا ويمتثل أَمرنا؛ فقدرتنا صالحة لذلك لا يتأَبَّي عليها شيءٌ من الممكنات ما دامت إِرادتنا قد تعلقت به.
(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٢٩) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (٣٠) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (٣١))
المفردات:
(تَذْكِرَةٌ): موعظة.
(سَبِيلًا): طريقًا إِلى مرضاة الله.
(أَعَدَّ لَهُمْ): هيأَه لهم.