(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (٢٠) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (٢١) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢٢) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٤)):
المفردات:
(مَاءٍ مَهِينٍ): ماء ضعيف حقير وهو النطفة.
(قَرَارٍ مَكِينٍ): مكان حصين حريز وهو الرحم.
(إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ): إِلى أَن نصوِّره ونسويه، أَو إِلى وقت الولادة.
(فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ): قَدَّرنا ذلك وأَحكمناه، أَو قَدَرنْا على ذلك وتمكنا منه.
التفسير:
٢٠ - ٢٤ - (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ):
أَي: خَلقناكم من ماءٍ حقير وهو النطفة المذرة، وجعلنا هذه النطفة وثبتناها في مكان حصين وهو رحم المرأَة، إِلى أَن يتم خلقه وتصويره وتسويته فينزل من ذلك الرحم في وقت معلوم وزمن مقدر وهو وقت الولادة (فَقَدَرْنَا) أَي: قَدَّرنا ذلك ودبرناه وأَحكمناه فجاءَ بشرًا سويًّا، أَو تمكنا من ذلك وقدرنا عليه لأَنه في قبضتنا وتحت سلطاننا وقهرنا (فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ): فنعم المقدرون لذلك نحن، أَي: قدرتنا هي المدح والثناء على الله منه -سبحانه- لأَنه صاحب المن والفضل، وهو مولى النعم والحكيم الخبير، فليس أَحد يدانيه في ذلك، أَو: فنعم القادرون على ذلك نحن إِذ لا يقدر عليه أَحد سوانا، فإِلينا يرجع الأَمر كله (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ): بعد أَن بين الله لهم عظيم إِنعامه عليهم بخلقهم وتصويرهم في أَحسن هيئة وأَبدع صورة جاءَ تخويفهم بالويل والهلاك؛ لأَن النعمة إِذا


الصفحة التالية
Icon