٣٩ - (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ):
هذا تهديد شديد ووعيد أَكيد، أَي: فإِن قدرتم على الكيد والمكر والخداع والتلبيس فافعلوا، وأَنَّي لكم ذلك؛ فإِن الحيل والمخادعة في هذا اليوم قد انقطعت وأَصبحت غير ممكنة أَو فإِن تمكنتم من أَن تتخلصوا من قبضي وتنجوا من حكمي فافعلوا، ولكنكم لا تقدرون، وذلك كقوله تعالى: "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ" (١)، وقوله -سبحانه- في الحديث القدسي: "يَا عبادِي إِنكمْ لَنْ تَبْلُغوا نَفْعِي فَتنفعونِي، ولَن تَبلغوا ضُري فَتَضرونِي". فخطاب الله لهم في هذه الحالة نهاية في تخجيلهم وتقريعهم وتوبيخهم، لذا جاءَ عقيبه قوله تعالى:
٤٠ - (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ):
أَي: هوان وإِيلام لهم، لأَن التوبيخ لهم في هذا الموطن ضرب ولون من أَلوان العذاب
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (٤٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٥))
المفردات:
(مِمَّا يَشْتَهُونَ): ممَّا يتمنون.
(هَنِيئًا): لا يشوبه سقم ولا تنغيص.
التفسير:
بعد أَن أَبان -سبحانه- ما ينتظر الكفار والعصاة من بعثهم ودفعهم (إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبِ * لا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ... ) إِلخ ما جاءَ في تهديدهم ووعيدهم، أَخبر