٣٦ - (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا):
أَي: إِن الجزاءَ الذي جوزى به المتقون حصل لهم بتوفيق ربك -أَيها النبي- وتأْييده ويشير إِضافة الرب إِليه ﷺ دونهم إِلى تشريفه -صلوات الله عليه- (عَطَاءً) أَي: تفضلا وإِحسانًا منه تعالى: إِذ لا يجب عليه -سبحانه- شيء (حِسَابًا) أَي: كافيًا لهم وافرًا شاملا، من قولهم: أحسبهُ الشيء: إِذا كفاه حتى قال حسبي، ومنه: حسبي الله. وقيل: معناه: كون الجزاء على حسب أَعمالهم.
أَي: مقسطًا على قدرها، وروى ذلك عن مجاهد، وكأَن المراد بذلك مقسط بعد التضعيف، وبذلك يندفع ما قيل: إِنَّه غير مناسب لتضعيف الحسنات، ولهذا لم يقل هنا (وِفَاقًا) كما قيل في الآية السابقة: (جَزَاءً وِفَاقًا).
(رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (٣٧) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (٣٩) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (٤٠))
المفردات:
(خِطَابًا) أَي: لا يقدر أَحد أَن يخاطبه سبحانه في رفع بلاءِ أَو دفع عذاب في ذلك اليوم، هيبة وجلالًا.