٢ - (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا):
وهي ملائكة الرحمة التي تنشط أَرواح المؤمنين برفق ولين، وذلك مما يشير إِلى مسرعة الإِخراج وعدم حاجته إِلى معالجة وجهد، يقال: بئر أَنشاط، أَي: قريبة القاع يخرج منها الماء بجذبة واحدة.
فالمادة تدل على الرفق والسهولة.
٣ - (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا):
الملائكة التي تنزل من السماءِ بأَمر الله ووحيه كالذي يسبح في الماءِ مسرعين لتنفيذ أَمره، وقال بعض السلف: همُ الملائكة يسلون أَرواح المؤمنين سلًّا رقيقًا، ثم يتركونها حتى تستريح رويدًا ثم يستخرجونها برفق ولطف، كالذي يسبح في الماء، فإِنه يتحرك برفق، فهم يرفقون في هذا الاستخراج لئلا يصل إِلى المؤمن أَلم وشدة.
٤ - (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا):
الملائكة تَسبق بأَرواح المؤمنين إِلى الجنة بسرعة، قال الحسن: هي الملائكة التي سبقت إِلى الإِيمان والتصديق بالبعث.
٥ - (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا):
الملائكة تدبر شئون الكون من السماءِ إِلى الأَرض بأَمره تعالى من الرياح، والأَمطار، والأَرزاق، والأَعمار، وغير ذلك من شئون الدنيا، وتنكير قوله: (أَمْرًا) للتهويل والتفخيم، وعطف الآيتين بالفاء للإِشارة إِلى ترتيبها على ما قبلها من غير مهلة، وقيل: إِن الإِقسام هو بِخَيْل الغزاة التي تنزع في أَعنتها نزعًا تفوق الأَعنة لطول أَعناقها لأَنها عراب، وبالتي تخرج من دار الإِسلام إِلى دار الحرب من قولك: ثورنا شط: إِذا خرج من بلد إِلى بلد، وبالتي تسبح في جريها فتسبق إِلى الغاية، فتدبر أَمر الغلبة والظفر، وإِسناد أَمر التدبير إليها لأَنها من أَسبابه.


الصفحة التالية
Icon