(وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى): أَي: مسرعًا يبتغي ما عندك من الهدى.
(تَلَهَّى): تُعرض وتتشاغل، يقال: لهى عنه كرضى ورمى، والْتهى وتَلَهَّى: تشاغل.
(إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ): أَي إِن آيات القران الكريم موعظة يجب أن يتعظ بها.
(ذَكَرَهُ): أَي: حفظ القرآن الكريم فاتعظ به.
(مَرْفُوعَةٍ): عالية القدر، أَو مرفوعة إِلى السماء.
(سَفَرَةٍ): أَي: كَتَبَةٍ، جمع سافر بمعنى كاتب، وهم الملائكة الكرام الكاتبون، أَو هم السفراءُ بين الله ورسله، جمع سافر بمعنى سفير.
التفسير
١ - ٤ - (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى):
روي أَن ابن أُم مكتوم -واسمه عمرو بن قيس بن زائدة بن جندب بن هرون- وينتهي نسبه إلى لؤي القرشي، وقيل: هو عبد الله بن شريح بن مالك بن أبي ربيعة الفهري، وقيل غير ذلك، والأول هو المشهور كما يقول الآلوسي.
وأُم مكتوم كنية أُمه، واسمها: عاتكة بنت عبد الله المخزومية، وقد أَسلم بمكة قديمًا وكان أعمى، وقد عمي بعد إبصار، وقيل، ولد أَعمى، أَتى رسولَ الله ﷺ وعنده صناديد قريش وأشرافها: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأُمية بن خلف، والوليد بن المغيرة، وكان مجتمعًا بهم يدعوهم إلى الإسلام -رجاءَ أن يسلم بإسلامهم خلق كثير- فقال: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله ﷺ بالقوم، فَكَرِهَ -صلوات الله عليه وسلامه- قطْعَهُ لكلامه، وظهرت الكراهيةُ في وجهه، فعبس وأَعرض عنه، فنزلت هذه الآيات عتابًا