(رَجِيمٍ) أي: مطرود من رحمة الله، من الرجم: وهو الطرد، أَو مرجوم بالشهب، أي: أنه ليس بعض المتسرقة للسمع.
التفسير
١٥، ١٦ - (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِي الْكُنَّسِ):
شرع في بيان شأْن القرآن العظيم، والنبوة الخاتمة، بعد إثبات المعاد.
والمعنى: أنه -سبحانه- أقسم قسمًا مؤكدًا على صدق القرآن، وصحة رسالة محمد -عليه الصلاة والسلام - فقال: (فلا أُقْسِمُ) وهي عبارة من عبارات العرب يراد به تأكيد الخبر وتقريره، كأنه في ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم، ويقال إنه يؤتى بكلمة "لا" في القسم إذا أُريد تعظيم المقسم به.
(بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ) وهي النجوم الجواري التي تخنس بالنهار، أي: ترجع، ويختفي ضوؤُها فيه عن الأبصار مع طلوعها وكونها فوق الأُفق، وتكنس بعد ظهورها في الليل، أي: تستتر في مغيبها، وتخفى فيه، فتكون تحت الأُفق بعد أن كانت فوقه. كما تستتر الظباءُ في كُنُسِها، وهي مُسْتَتَرَهَا في الشجر الذي تأْوي إليه، فخنوس تلك النجوم: رجوعها وخفاؤُها بحسب الرؤية، وكنوسها: دخولها في المغيب بعد ظهورها نهارًا. قال القرطبي: النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل وتكنس وقت غروبها، أي: تستتر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأمير -كرم الله وجهه- أنه قال: هي خمسة أنجم: زحل، والمشتري، والمريخ، والزهرة، وعطارد، وصفت بما ذكر في الآية لأنها تجري وتسير مع الشمس والقمر، وترجع حتى تختفي تحت ضوء الشمس، وتسمى المتحيرة لاختلاف أحوالها، وعن ابن مسعود: أنها بقر الوحش، وأخرج نحوه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وعبد بن حميد، وروى ذلك أيضًا عن ابن جرير والضحاك قالوا: الخَنَس تأخر الأنف مع ارتفاع قليل من الأرنبة وتوصف بقر الوحش والظباء.