هذا، وقد تهدد الرسول ﷺ وتوعد من يفعلون ذلك والذين يماثلون من الفجرة بما رواه ابن عباس عن النبي ﷺ قال: "خمس بخمس، ما نقضَ قومٌ العهدَ إِلاَّ سلط الله عليهم عدوَّهم، وما حكموا بغيرِ ما أنزلَ الله إِلاَّ فشا فيهمُ الفقرُ، ولا ظهرتِ الفاحشةُ فيهم إِلا ظهر فيهم الطاعونُ، ولا طففوا الكيلَ إِلاَّ مُنعوا النباتَ وأَخذوا بالسنين، ولا مَنعوا الزكاةَ إِلاَّ حبسَ اللهُ عنهم المطرَ" وقال مالك بن دينار: دخلت على جارٍ قد نزل به الموت فجعل يقول: جبلين من نار! جبلين من نار! فقلت: ما تقول؟ أَتَهْجُر؟ (أَتهذي) قال: يا أَبا يحيى: كان لي مكيالان أَكيل بأَحدهما وأَكتال بالآخر، قال مالك: فقمت فجعلت أَضرب أَحدهما بالآخر حتى كسرتهما، فقال: يا أَبا يحيى: كلما ضربت أَحدهما بالآخر ازداد عظما، فمات من وجعه.
(أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦))
المفردات:
(أَلا يَظُنُّ): الظن: هو إِدراك الطرف الراجح، ويراد به هنا: التردد والتخمين، وقيل غير ذلك.
قال الراغب: الظن: اسم لما يحصل من أَمارة، ومتى قويت أَدت إِلى العلم، ومتى ضعفت جدًّا لم تتجاوز حد الوهم.
التفسير
٤ - (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤))
هذا إِنكار لفعلهم وتقبيح لصنيعهم وتعجيب عظيم لحالهم في الاجتراء على التطفيف حتى كأَنهم لا يخطرونه ببالهم، ولا يمرونه بخاطرهم، ولا يظنون ظنا أَنهم مبعوثون ومنشورون من قبورهم أَحياء فمحاسبون على مقدار الذرة والخردلة، فالظن والحدس في