٩ - (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ):
الله الذي له -وحده- ملك السموات والأَرض، فكل ما فيهما تحق عليه عبادته والخشوع له -سبحانه- وما نقموه منهم هو الحق الذي لا ينقمه إِلا مبطل منغمس في الغي، وأَن الناقمين أَهل لانتقام الله منهم بعذاب لا يَعْدِلُه عذاب.
(وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ): هذا وعد المؤمنين، ووعيد لمعذبيهم، فإِن علم الله -جل شأْنه- الجامع لصفات الجلال والجمال شامل ومحيط بجميع الأَشياءِ التي من جملتها أَعمال الفريقين، وسيجازي كلا منهما على عمله.
١٠ - (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ):
المعنى: إِن الذين ابتلوا المؤمنين والمؤمنات في دينهم بالأَذى والإِحراق بالنار لِيرتدوا عن دينهم ثم لم يرجع هؤُلاءِ عن فتنة المؤمنين وتعذبيهم، ولم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما أَسلفوا فلهم في الآخرة عذاب جهنم جزاء كفرهم، ولهم عذاب الحريق جزاء إِحراقهم المؤمنين.
قيل: يجوز أَن يكون المراد بـ (الَّذِينَ فَتَنُوا) أَصحاب الأُخدود خاصة، وبـ (الَّذِين آمَنُوا) المطروحين في الأُخدود.
وقال بعضهم، المراد بالذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات: كفار قريش الذين عذبوا المؤمنين والمؤمنات بكل أَنواع العذاب كعمار وياسر وبلال، والأَصواب العموم، ليشمل كل من صد عن سبيل الله وعذب المؤمنين ليرجعوا عن دينهم.