المطر بذلك تفاؤلا ليرجع، أَو لأَن الله يرجعه بين الفينة والفينة ليشرب الناس ويسقوا زرعهم ودوابهم، ولولا ذلك لهلك الجميع، وعن مجاهد: تفسير السماء بالسحاب، والراجع بالمطر، وقيل: الرجع: الملائكة - عليهم السلام - سُمُّوا بذلك لرجوعهم بأعمال العباد.
١٢ - (وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ):
وأَقسم -سبحانه- بالأَرض ذات الصدع، أَي: ذات الانشقاق عن النبات الذي يخرج منها.
١٣ - (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ):
المعنى: إِن القرآن الذي أُنزل على الرسول لقول فاصل بين الحق والباطل، والهدي والضلال، قد بلغ الغاية في ذلك حتى كأَنه نفس الفصل.
١٤ - (وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ):
أَي: ليس في القرآن شائبة لعب ولا باطل، بل كله جد محض، فمن حقه أَن يهتدى به الغُوَاة، وتخضع له رقاب العُتَاة، ومن الواجب نحو القرآن -وقد وصفه الله بذلك- أَن يكون مَهِبيًا في الصدور، مُعَظمًا في القلوب، ويترفع به قارئه وسامعه أَن يُلِم بهزل -أَو يتفكه بمزاح، وأَن يلقى ذهنه إِلى أَن جبار السموات يخاطبه فيأمره وينهاه، ويقف عند وعده ووعيده، حتى إِنه إِن لم يخف من الله ولم يخش عذابه فالأَولى به أَن يكون جادًّا غير هازل وفي الحكم على القرآن بأنه فصل أَخرج الترمذي وغيره عن على - كرم الله وجهه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إِنها ستكونُ فتنةُ، قلتُ: فمَا المخْرجُ