٢٥، ٢٦ - (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ):
تعليل لتعذيبه إِياهم بالعذاب الأَكبر، أَي: إِن إِلينا رجوعهم بالموت والبعث، لا لأَحد سوانا لا استقلالًا، ولا اشتراكًا، بمعنى أَن إِيابهم ليس إِلاَّ إِلى المقتدر على الانتقام الذي لا يملك هذا العذاب سواه.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) أَي: إِن حسابهم علينا في المحشر لا على غيرنا، فنحاسبهم على أَعمالهم، ونجازيهم بها جزاءَ أَمثالهم، و (على) في قوله: (عَلَيْنَا) لتأْكيد الوعيد لا للوجوب؛ إِذ لا يجب على الله شيءٌ. وفي تصدير الجملتين بـ "إِنَّ"، وتقديم خبرها، والإِثيان بضمير العظمة، وعطف الثانية على الأُولى بكلمة (ثم) المفيدة لبعد منزلة الحساب في الهول والشدة: ما يدل على غاية السخط الموجب لتشديد العذاب. والله أعلم.