ذلك اليوم (لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) الهاءُ إِما لله، أَي: لا يتولى عذاب الكافر ووثاقه بتقييده بالسلاسل والأَغلال لا يتولى ذلك أَحد ولا يباشره أَحد إِلاَّ الله، إِذ الأَمر كله له - تعالى - في ذلك اليوم، والمراد أَنه ليس أَحد أَشد عذابًا من تعذيب الله لذلك الكافر وإِما أَن تكون الهاء للإِنسان الموصوف، أَي: لا يُعَذَّب ولا يوثق أَحد من الزبانية أَحدًا من أَهل النار مثل ما يعذبون ذلك الكافر ويوثقونه، كأَنه أَشدهم عذابًا ووثاقًا. لأَنه أَكثرهم سيئات وقبائح، وبعد أَن ذكر الأَلوسي هذا الوجه قال: وهو وجه حسن، بل هو أَرجح من الأَول، وقيل: إِن الضمير يراد به أُبي بن خلف، أَي: لا يعذب أَحدًا أَبدًا مثل عذابه، ولا يوثق بالسلاسل مثل وثاقه لتناهيه في كفره وعناده أَحد.
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠))
المفردات:
(رَاضِيَةً): بما أَعطاها الله من النعم الكثيرة.
(مَرْضِيَّةً): يرضى الله عنها بما قدمت من عمل صالح.
(فِي عِبَادِي) أَي: في زمرة عبادي الصالحين.
التفسير
٢٧، ٢٨ - (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً):
الآيتان وما بعدهما حكاية لأَحوال من اطمأَن بذكر الله - عز وجل - وطاعته من النفوس الزكية المطمئنة إِثر حكاية من اطمأَن إِلى الدنيا وسكن إِليها من المجرمين الظالمين.