والمراد أَمر الرسول ﷺ أَن يتحدث بما أَفاضه الله عليه من ضروب النعم وفنونها، ومن جملتها ما تقدم، وما أَوحى الله إِليه به.
وحاصل المعنى: أَنك كنت يتيمًا وضالا وعائلا، فآواك الله، وهداك، وأَغناك، فمهما يكن من شيءٍ فلا تنس نعمة الله عليك في هذه الثلاث، واقْتَدِ بالله فَتَعَطَّفْ على اليتيم وَآوِهِ؛ فقد ذقت اليتم ورأَيت كيف فعل الله بك، وتَرَحَّمْ على السائل وَتَفَقَّدْهُ بمعروفك، ولا تزجره وترده عن بابك، كما رحمك ربك فأَغناك بعد فقر، وحدث بنعم الله كلها، ويدخل في ذلك هدايتك الضُّلاَّلَ وتعليمهم الشرائع والقرآن مقتديًا بالله في أَن هداك وأَرشدك، وفي الدعاءِ النبوي المأْثور: "... وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِك، مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْك، قَابِلِيهَا، وأَتِمَّهَا عَلَيْنَا" اللهم آمين.