٧، ٨ - (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ):
أَي: فإِذا فرغت من التبليغ، وقيل: من الغزو، فاجتهد في العبادة، وأَتعب نفسك فيها ببذل أَقصى طاقتك في أَدائها شكرًا لما أوليناك من النعم السابقة، ووعدناك من الآلاءِ الآتية، والنصَبُ فيها ألا يخلى وقتًا من أَوقاته منها، فإِذا فرغ من عبادة أَتبعها بأُخرى، وفي ذلك من الحث له ﷺ على العبادة ما فيه (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) أَي: وإِلى ربِّك وحده تكون رغبتك بالسؤال في حرص وإِقبال ولا تسأَل غيره. فإِنه عز وجل القادر على إِنقاذك وتفريج كروبك، في الدنيا وتحقيق آمالك فيما عنده في الدار الباقية.
قال ابن كثير: المعنى: إِذا فرغت من أُمور الدنيا وأَشغالها، وقطعت علائقها فانصب في العبادة، وقم إِليها نشيطًا فارغ البال، وأَخلص لربك النية والرغبة.
وقبل: فإِذا فرغت من صلاتك، فاجتهد في الدعاءِ، وأَخرج ابن جرير وغيره من طرق عن ابن عباس قال: أَي: إِذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء، وروى نحوه عن الضحاك وقتادة، وأَخرج ابن نصر وجماعة عن مجاهد، أَي: إِذا فرغت من أسباب نفسك. وفي رواية: من دنياك فصلِّ، وقيل غير ذلك، والله أَعلم.