إِلى ضميرهم، وجمع الجنات وتقييدها بالإِضافة إِلى عدن، وتأْبيد الخلود فيه من الدلالة الواضحة على حسن حالهم وعلو منزلتهم ما لا يخفي.
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ) استئناف بياني وقع جوابًا لمن يقول: هل لهم بعد ذلك جزاءٌ، فأُجيب بالجملة السابقة، أَي: رضي الله عنهم بقبول أَعمالهم ومكافأَتهم عليها.
(وَرَضُوا عَنْهُ) أَي: فرحوا بما أَعطاهم من الكرامة والنعيم الدائم، حيث بلغوا من المطالب قاصبها، وملكوا من المآرب ناصيتها، وأَتيح لهم ما لا عين رأَت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
(ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) أَي: ما ذكر من الجزاءِ، والإِنعام لمن اتصف بخشية الله، وحسن مراقبته، فإِن الخشية التي هي من خصائص العلماءِ بشئون الله عز وجل مناط لجميع الكمالات العلمية والعملية المستتبعة للسعادة الدينية والدنيوية، ولولاها لم تترك المناهي والمعاصي، ولما كان الاستعداد ليوم يؤْخذ فيه بالنواصي والأَقدام.
وفي ذلك إشارة إِلى مجرد الإِيمان والعمل الصالح ليس موصلا إِلى أَقصى المراتب، بل الموصل إِلى ذلك خشية الله عز وجل: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" (١).