إِشارة إِلى الغاية من اقتناء الخيل وهو الجهاد والفروسية والقوة، لا للخيلاءِ والزينة كما يفعل كثير من أغنياءِ هذا الزمان.
٤ - (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا):
أَي: فهيجت هذه الخيل، وأَثارت في مواقع العدو غبارًا شديدًا كثيفًا، ويجوز أَن يراد بالنفع: الصباح، أي: فهيجن في المُغار عليهم صياحًا وجلبة.
٥ - (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا):
المعنى: فتوسطن بذلك الرقت أَو النقع جمعًا من الأعداءِ، ففرقن صفوفه، وشَتَّتْنَ شمله، قال الآلوسي: والفاءَات كما في الإِرشاد للدلالة على ترتيب ما بعد كل منها على ما قبله، فَتَوَسُّط الجمع مترتب على الإِثارة المترتبة على الإيراءِ المُتَرَتِّب على العَدْو.
٦ - (إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ):
هذا ذكر المحلوف عليه والمقسم به بتلك الأَيْمَانِ السابقة فقال: (إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) أَي: إِنَّ الإنسان طُبِع على نكران الحق وجحوده وكفران النعمة، وعدم شكر المنعم، وأَخرج البخاري في الأَدب المفرد، والحكيم الترمذي وغيرهما تفسير (الكنود) بالذي يمنع رِفْدَه، وينزل وحده، ويضرب عبده، والجمهور على تفسيره بالكفور.
وكل ما ذكر يدخل تحت هذا العنوان وقيل: المراد بالإِنسان كافر معين، لما روي عن ابن عباس أَنها نزلت في قرط بن عبد الله بن عمرو بن نوفل القرشي، وقيل: المراد به كل الناس، على معنى أنَّ طبع الإنسان يحمله على ذلك إلَّا إذا عصمه الله بلطفه وتوفيقه من ذلك، واختاره عصام الدين، وقال: فيه مدح للغزاة لسعيهم على خلاف طبعهم.
٧ - (وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ):
أَي: وإِن الإنسان على كفره وكنوده وجحوده لنعم ربه في الآخرة لشهيد على نفسه معترف بذنوبه، وقال ابن عباس وقتادة: ضمير (إنه) عائد على الله تعالى، أي: وإِن