فيذكر الآلوسي أنها لمَّا سمعت هذه السورة أنت أبا بكر - رضي الله عنه - وهو مع رسول الله ﷺ في المسجد وبيدها فهر (١) فقالت: بلغني أن صاحبك هجاني: ولأَفعلن ولأَفعلن، وإن كان شاعرًا فأَنا مثله أَقول: مُذَمَّمًا أَبَيْنَا، ودينه قَلَيْنَا، وأَمره عَصَيْنَا.
وأَعمى الله بصرها عن رسول الله ﷺ فروي أن أبا بكر قال لها: هل ترين معي أحدا؟ فقالت: أتهزأ بي؟! لا أدري غيرك، فسكت أبو بكر، ومضت وهي تقول: قريش تعلم أني بنت سيدها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ حَجَبَنِي عَنْهَا مَلَائِكَةٌ فَمَا رَأَتْنِي، وَكَفَى اللهُ تَعَالَى شَرَّهَا".
قال الزمخشري: يحتمل أن يكون المعنى: تكون هذه المرأة في نار جهنم على الصورة التي كانت عليها حين كانت تحمل حزمة الشوك، فلا تزال على ظهرها حزمة من حطب النار، وفي جيدها حبل من مسد من سلاسل النار، كما يعذب كل مجرم بما يجانس حاله في جرمه، قال ابن المسيب: كانت في جيدها قلادة فاخرة من جوهر، وأنها قالت: واللَّاتِ والعُزَّى لأَنْفِقها على عداوة محمد، وهكذا شاركت هذه الزوجة زوجها في العداوة الضارية للرسول، وفي الإيذاء للإِسلام وأَتباعه، فشاركته عذاب جهنم وبئس المصير. والله أعلم.