٧ - ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ... ﴾ الآية.
أَمرنا الله - سبحانه وتعالى - بأَن نتذكر نعمته علينا، بهدايته إِيانا إِلى الإيمان، وإِنفاذنا به من الكفر، وغير ذلك من النعم التي لا تعد ولا تحصى، وإِنما أَمرنا الله سبحانه وتعالى - بأَن نتذكر نعمته علينا لنعرف موجِباتِ شكره فنشكره على أَنعمه...
﴿وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾:
أَي: واذكروا ميثاقه وعهده الذي أخذه عليهم بالسمع والطاعة.
والمراد بالميثاق، هو الميثاق الذي أَخذه عليهم، حين بايعهم الرسول - ﷺ - في العقبة الثانية، سنة ثلاث عشرة من النبوة، على السمع والطاعة، في حال اليسر والعسر، والمنشط والمكره، كما أَخرجه البخاري ومسلم من حديث عبادة بن الصامت.
وإِضافة الميثاق إِليه - تعالى - مع صدوره عن النبي - ﷺ - لكون المرجع
إِليه سبحانه وتعالى.
﴿وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾:
أَي: واتقوا الله في سركم وعلانيتكم، وفي كل ما تأْتون، وما تَذَرون، فهو سبحانه وتعالى، عليم بذات الصدور: لا تخفى عليه خافية.
والمراد بذات الصدور: النوايا التي اشتملت عليها الصدور والقلوب.
وتخصيص العلم بها، للتحذير من المخالفة في السر، وللإِيذان بعلمه بما عداها بطريق الأَولَى.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٨)﴾.