ومن ذلك ما أَعطاه الله تعالى ليوسف عليه السلام، من السلطان في مصر.
وما أعطاه الله تعالى لداود وسليمان عليهما السلام - من النبوة والملك العظيم. فلا غرابة - بعد
هذا - أن يؤْتي الله محمدًا عليه السلام - وهو من أولاد إبراهيم - مثلما أعطى إخوانه الأَنبياءَ.
٥٥ - ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا﴾:
في هذه الآية بيان لموقف أهل الكتاب من شريعة إبراهيم عليه السلام، والتصديق برسالته.
أي: فمن أهل الكتاب، مَن آمن بإِبراهيم وما أنزل عليه، ومنهم من كفر به وصد عنه.
وقد أعد الله للكفار الجزاء المناسب لهم، وهو أنهم يصلون سعيرًا: أي يقاسون نارا مسعرة ملتهبة، وكفى بجهنم سعيرا. ولا حاجة بعدها إلى ما هو أشد منها، إذ ليس هناك ما هو أقوى منها حرارة، وأَكثر اضطراما، وأشد تعذيبا.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (٥٧)﴾.
المفردات:
﴿نُصْلِيهِمْ نَارًا﴾: نذيقهم حرها، ونشويهم بها.
﴿نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ﴾: احترقت وذابت.
﴿ظِلًّا ظَلِيلًا﴾: ظلًّ وارفًا مستديمًا: لا يصاحبه حر ولا برد.