يعلم ما انطوت عليه قلوبكم، وما تفعلون بجوارحكم علانية.
﴿وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾:
من الخير والشر، فيحصى ذلك عليكم، ليجازيكم به عند معادكم.
وفي هذا استدعاءٌ للإِنسان الشارد عن الله، الغافل عن ذكره، المستخف بشرائعه: أن يعود إلى الله، وأن يخشاه، ويتقِيَ محارمه؛ لأن الله يطلع على كل ما ظهر وما بطن.
﴿وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٤) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٥) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (٦)﴾.
المفردات:
﴿مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ﴾: المراد بالآيات؛ القرآن، أَو ما يعمه، من الآيات الكونية.
﴿مُعْرِضِينَ﴾: الإِعراض؛ الانصراف عن الشىء.
﴿مِن قَرْنٍ﴾: القرن؛ مدة من الزمان يعيش فيها أَهل عصر (١). وقد يطلق على أهله، وهو المراد هنا.