﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ﴾: من اللَّبْسِ وهو: الخَلط. تقول: لَبَس الحق بالباطل يلبسُه به.
أي خلطه به، حتى اشتبه على الناس.
التفسير
٧ - ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ... ﴾ الآية.
لقد بلغ الحزن والأَسف، من الرسول صلوات الله وسلامه عليه كل مبلغ، لِتمسُّكِ قومه بالكفر به، مع وضوح برهانه، وقيام حجته.
فبين الله في هذه الآيةِ: أَنه لا سبب لكفرهم، إِلا مجرد العناد والمكابرة.
﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ﴾ أَي يا محمد ﴿كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ﴾ أَي كتابا مكتوبا في صحائفه فلمسوه بأَيديهم، وتيقنوا من معرفته وأَنه منزل من الله عليك.
﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾:
أَي لقال الذين كفروا: ما هذا الكتاب الذي نزل، إِلا سحرٌ بيِّنٌ واضح التمويه.
وإنما قالوا ذلك، إِمعانا في الجحود والعناد.
٨ - ﴿وَقَالُوا لَوْلَاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ... ﴾ الآية.
روى ابن المنذر، وابن أَبي حاتم، عن محمد بن إِسحق، في سبب نزول هذه الآية فقال: "دعا رسولُ الله ﷺ قومَه إلى الإِسلام، وكلَّمهم فأَبلغ. فقال. زمعة بن الأسود بن المطلب، والنضر بن الحرث بن كَلدة، وعبدة بن عبد يغوث، وأُبَيُّ بن خلف، والعاصي بن وائل بن هشام: لو جُعِلَ معك يا محمد، مَلَكٌ يحدّث عنك الناس، ويُرى معك؟ ". فأَنزل الله في ذلك قوله:
﴿وَقَالُوا لَوْلَاَ أنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾:
والمعنى: هلا أنزل على محمد ملكٌ نشاهده معه، ويخبرنا أَنه رسولٌ من عند الله، فيكونَ معه نذيرا؟


الصفحة التالية
Icon