٢ - تأييد الرسول بالآيات الكثيرة، التي من أَعظمها القرآن الخالد. فهو المعجزة الدائمة: بما ثبت من عجز البشر عن الإِتيان بسورة من مثله. وبما اشتمل عليه من أَخبار الغيب، وَوَعْدِ الرسول والمؤمنين بِنَصْرِ الله.
٣ - إِخباره بها في كتابه، بنحو قوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ... ﴾ (١) وقوله سبحانه: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا... ﴾ (٢).
﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤)﴾.
التفسير
٢٠ - ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ... ﴾ الآية.
رُوىَ أَن الكفار، سأَلوا اليهود والنصارى، عن صفة محمد - ﷺ -. فأَنكروا أَن في التوراة والإِنجيل شيئا يدل على نُبُوَّتِه.
فَبيَّن الله في الآية السابقة: أَن شهادة الله على صحة نبوته، كافية في ثبوتها وتحققها.

(١) الفتح، من الآية الأخيرة.
(٢) البقرة، من الآية: ١١٩


الصفحة التالية
Icon