في بناء بيوته الهندسية، وإفرازه العسل، وكالطيور في تعَرفها المراعىَ الصالحة، وسلوكِها السبيل إليها بالغريزة، دون أن يخبرها بها مخبر، أو يهديها إليها هادٍ، ودون أن يكون لها اطلاع سابق ورحلة من قبل إليها.
﴿وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١)﴾.
المفردات:
(وَأَنذِرْ): الإنذار؛ التخويف.
(وَلِىٌّ): ناصِر.
(شَفِيعٌ): الشفيع؛ من يرجو رفع ضُر، أو جلب خير لغيره.
التفسير
٥١ - (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع لعلهم يتقون):
وأنذر - أيها الرسول بما يوحى إليك من القرآن - الذين يخافون أن يُحشرُوا ويجمَعوا إلى حساب ربهم يوم القيامة، ليس لهم من غيره نصير- يحميهم - من حساب ربهم وعذابه - بقوته، ولا شفيع يخلصهم من ذلك بشفاعته ورجائه - أنذر هؤلاء بالقرآن؛ لعلهم يتقون النار بالإِيمان والطاعة.
واعلم أَن مَن يخافُ الحَشْرَ إلى الله - وليس له ولى ولا شفيع من غيره تعالى - أَصناف ثلاثة:
١ - صنف أهْل الكتاب: القاطعين بالبعث، الشَّاكَّين في شفاعة أنبيائهم لهم.
٢ - وصنف المشركين: القاطعين بالبعث الشاكين في شفاعة أَصنامهم لهم.


الصفحة التالية
Icon