والمعنى: وإِذا جاءَك - يا محمد - الذين آمنوا - وقد أصابوا بعض الذنوب - فقل تبشيرا لهم: سلام عليكم أي مسالمة من الله لكم. وتلك المسالمة، هي أنه تعالى، قضى على نفسه بالرحمة لعباده: تفضُّلًا. وذلك أنه مَن عمِلَ منكم سوءًا أَي ذنبا بجهالة - أي سفه وسوء رأى - فشأنه تعالى: أنه غَفَّارٌ للذنوب، رحيم بعباده. فلا تقنطوا من رحمة الله.
واعلم أن هذه الآية الكريمة، فتحت باب الرجاءِ أمام أَهل الذنوب.
فعلى كل مذنب أن يراجع نفسه أمام هذا الكرم الإلهي، وأن يرعويَ عن غَيّه ويتوب من ذنبه، ويُقْبلَ على طاعة ربه.
٥٥ - (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين):
ومثل ذلك التبيين الواضح، في صفةِ أهل الطاعة وأهل الإجرام - المصِرَّين منهم والأَوَّابين - نُبَينُ سائرَ الآياتِ، لما له من فوائد كثيرة، ولتتضح طريق المجرمين فيتحاشاها الراشدون.
﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٥٦) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (٥٧) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (٥٨)﴾.
المفردات:
(تَدْعُونَ): تعبدون.
(بَيَّنَةٍ): حجة.
(يَقُصُّ الْحَقَّ): يتبع الحكمة.