﴿قَائِلُونَ﴾: نائمون أو مستريحون نهارًا وقت القيلولة. وهي النوم أو الراحة نصف النهار.
﴿دَعْوَاهُمْ﴾: دعاؤُهم. ومنه قوله تعالى: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (١).
التفسير
٤ - ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾:
لما أمرهم الله تعالى باتباع ما أُنزل إليهم، ونهاهم عن اتباع أئمة الكفر والضلال - أتبع ذلك إنذارهم بإنزال العذاب بهم، كما أَنزله بمن قبلهم بسبب إعراضهم عن دين الله، وإصرارهم على أباطيل أوليائهم.
والمراد من إهلاك القرى، إرادة إهلاكها، لا إِهلاكها فعلا. لقوله تعالى بعده: ﴿فَجَاءَهَا بَأْسُنَا﴾ إذ البأْس لا يجىءُ بعد الإهلاك، بل بعد إِرادته. وذلك كما في قوله تعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ... ﴾ (٢) الآية. إذ معناه: إذا أَردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا... إلخ.
والمعنى: وكثير من القرى أَراد الله إهلاك أَهلها، فجاءَهم عذابه ليلا - وهم نائمون - كقوم لوط، أَو نهارًا - وهم مستريحون وقت القيلولة غافلون عن مجىء العذاب - كقوم شُعيب. وذلك لكفرهم وإعراضهم عن دين الله.
٥ - ﴿فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾:
فما كان دعاؤُهم - حينما نزل بهم عذاب الله - إلا أَن قالوا تندُّمًا وتحَسُّرًا واعترافا بالذنب وطمعا في النجاة: يا ويلنا، إِنا كنا ظالمين لأَنفسنا بتركنا حقّ الله إلى باطل الطاغوت، ولاتَ ساعة مندم. ولات حين نجاة.

(١) سورة يونس، من الآية: ١٠
(٢) سورة المائدة، من الآية: ٦


الصفحة التالية
Icon