كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} أَي وقاتلوا المشركين مجتمعين غير متفرقين، كما يقاتلونكم كذلك.
ومن العلماءِ من قال: إِن الآية أَوجبت القتال على كل قادر، ثم نسخ ذلك فجعل فرض كفاية، وقد أَنكر ذلك ابن عطية قائلا: لم يعلم قط عن شرع النبي - ﷺ - أَنه أَلزم الأُمة جميعًا النفر، وإِنما معنى هذه الآية الحض على قتال المشركين وجمع الكلمة.
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾: هذه بشارة وضمان لنصر المؤمنين بسبب تقواهم، أَي واعلموا أَيها المؤمنون أَن الله تعالى مع أَهل التقوى بالنصر والمعونة على الأَعداءِ.
﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ في الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٣٧)﴾.
المفردات:
﴿النَّسِيءُ﴾: تأْخير حرمة الشهر إِلى شهر آخر. ﴿لِيُوَاطِئُوا﴾: ليوافقوا. ﴿عِدَّةَ﴾: عدد.
التفسير
٣٧ - ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ في الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا... ﴾ الآية.
كان العرب إِذا جاءَ شهر حرام وهم محاربون أَحلوه واستمروا في القتال، وحرموا شهرا آخر مكانه، حتى رفضوا خصوص الأَشهر الأَربعة، واعتبروا مجرد العدد، وربما


الصفحة التالية
Icon