﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾
المفردات:
﴿دَابَّةٍ﴾: هي اسم لكل حيوان يدب على الأرض زحفا أو على قوائم، مأخوذة من الدبيب وهو الانتقال البطىء، والمقصود منها هنا جنس الحيوان من ماشية وسباع وهوام وحشرات وغيرها ويدخل فيها الإِنسان، فإِنه يدب على الأرض، ومنه قول الشاعر:
إِنما الشيخ من يدب دبيبا.
﴿مُسْتَقَرَّهَا﴾: موضع استقرارها وإقامتها. ﴿وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾: ومكان استيداعها ووجودها إِلى حين تنقل بعده إلى غيره. ﴿كِتَابٍ مُبِينٍ﴾: هو كناية عن علم الله تعالى، أو هو اللوح المحفوظ.
التفسير
٦ - ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا.... ﴾ الآية.
بين الله في الآية السابقة أن الكافرين مهما حاولوا الاستخفاء من الله تعالى بما يظنون أَنه يخفيهم عنه، ومهما تستروا في كفرهم وعداوتهم للرسول فإِنهم لا يخفون على الله العليم بما يسرون وما يعلنون، وجاءَت هذه الآية لتقرر ما سبق، ببيان شمول رزقه تعالى وعلمه لكل دابة في الأرض.
والمعنى: وما من حيوان في أي جزءٍ من أَجزاءِ الأرض، ذكرا كان أو أُنثى يمشى على رجلين أَو يمشى على أَربع، أو يمشى على غير هذه الصور، إلا تكفل الله برزقه اللائق به، وأوجبه على نفسه تفضلا وإحسانا.
وكما تكفل برزقه أينما كان يعلم مستقره وموطنه الذي ولد ونشأ فيه، ومستودعه الذي يرحل إليه لطلب الرزق وغيره، كما يعلم مساكنه في أدوار حياته ويعلم ما يودع فيه بعد مماته، كل ذلك في كتاب بين واضح.