﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾: أي ومن لم يؤمن به من أهل مكة ومن تحزب معهم على محمد - ﷺ - ممن يسير على غير هدى، أو من أهل الكتاب، فموعدهم ومآلهم النار يعذبون فيها ويردونها لا محالة بمقتضى وعيده تعالى لهم ولأَمثالهم، لقيام الحجة عليهم وعدم ما يثير الشكوك والجحود.
﴿فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ﴾: أي فلا تكن أيها العاقل المكلف في شك من أن موعد أهل الكفر النار أو من أَن القرآن من عند الله تعالى.
﴿إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾: أَي إِن الوعيد بالنار. أو إنَّ القرآن هو الحق من الله الذي لا شك فيه، فإنه: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (١). ولكن أَكثر الناس لا يؤمنون؛ لأنهم لا يمعنون النظر فيه ولا في الادلة التي تهدى إليه.
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾
المفردات:
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ﴾: لا أحد أَشد ظلما. ﴿يُعْرَضُونَ﴾: أَي يعرضون ذاتا وعملا.
﴿الْأَشْهَادُ﴾: جمع شاهد أو شهيد (٢) وهو من يشهد عليهم. ﴿لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾: إبعاده لهم من رحمته. ﴿يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾: أي يمنعون غيرهم عن دين الله، أو يُعْرِضُون هم عن دينه.
﴿وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾: أي يريدونها معوجة.
(٢) ومن الوزن الأول صاحب وأصحاب، ومن الوزن الثانى شريف وأشراف.