﴿وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾:
أي وليس لهؤلاء المشركين من أنصار يتولون أمرهم ويمنعونهم من عذاب الله تعالى إذا ما أراده بهم.
﴿يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ﴾:
أي يزاد لهم العذاب مثلا أو مثلين أو أكثر بسبب صدهم الناس عن دين الله وإنكارهم البعث بعد الموت لأنهم ضلوا في أنفسهم أضلوا غيرهم.
﴿مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ﴾:
أي فقدوا القدرة على السمع والبصر النافع فإنهم أغلقوا نوافذ المعرفة عندهم فأَصموا آذانهم عن سماع الحق بتدبر واعتبار، فلهذا لم ينتفعوا بما يسمعون، وهم مع ذلك ما كانوا يبصرون إبصار تأمل وعبرة فيما ينفعهم ويعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة ويؤهلهم لرضا الله تعالى كما قال سبحانه: ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ (١).
٢١ - ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾:
أي أُولئك الذين أَغلقوا آذانهم عن سماع الحق، وحجبوا أبصارهم عن النظر في آياته باعتبار وتأمل - أولئك - هم الذين جنوا على أَنفسهم فأَوقعوها في الخسران بافترائهم الكذب على الله تعالى، واشترائهم الضلالة بالهدى فضيعوا على أنفسهم حظوظها من رحمة الله تعالى، وقد غاب عنهم في الآخرة الآلهة الذين كانوا يزعمون أنهم شفعاءُ لهم ومنقذوهم من العذاب، فم يجدوا لهم من دون الله أنصارًا.
٢٢ - ﴿لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾:
أَي لابد أَنهم في الآخرة هم أشد الناس خسرانا، لأنهم أَضاعوا منازلهم في الجنة واستبدلوا بها النار.