﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾
المفردات:
﴿نَذِيرٌ﴾: محذر من وقوع خطر. ﴿مُبِينٌ﴾: موضح. ﴿أَلِيمٍ﴾: شديد الإيلام.
التفسير
تحدثت الآيات السابقة عن فريق الكفار ومصيرهم الأليم، وفريق المؤمنين وثوابهم العظيم وفي الآيات التالية إلى آخر السورة يقص الله سبحانه وتعالى علينا أمثلة تاريخية واقعية لهذين الفريقين في عصر كل الرسل بالترتيب الزمنى التاريخى، وابتدأَ بقصة نوح عليه السلام فقال:
٢٥ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾:
استهلت الآية بتأْكيد القصة بقوله: (وَلَقَدْ) لأن تاريخ نوح عليه السلام موغل في القدم وفي التأكيد تنبيه على صدق القصة مع جذب انتباه السامعين إليها.
والمعنى: ولقد أَرسلنا نوحا إِلى قومه قائلا لهم: إننى لكم محذر من غضب الله وعقابه إن بقيتم على كفركم، موضح لكم ما فيه خلاصكم ورضا ربكم.
٢٦ - ﴿أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾: أي أَرسلنا نوحا إلى قومه ليقول لهم: لا تعبدوا إلهًا غير الله فإنه وحده الجدير بالعبادة والتقديس.
واستمال قلوبهم إليه بتأْكيد إشفاقه عليهم وحرصه على إنقاذهم، مما يتعرضون له من عقاب يوم رهيب شديد الإيلام، إِذا أَصروا على الشرك والضلال فقال:
﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾: واليوم الأليم هو يوم القيامة الذي يجعل الولدان شيبا. أو يوم الهلاك والاستئصَال في الدنيا أو هما معًا، وقد حل بهم عذاب يوم الطوفان. ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾.