إِسحق جد يوسف الأَول وإبراهيم جده الثاني، وإطلاق لفظ الأب عليهما لغة وعرفا من شرعا لأَن الجد أب، وإتمام النعمة على إبراهيم باتخاذه خليلا وإنجائه من النار ومن ذبح ولده، وإتمامها على إِسحق بنبوته ونبوة ولده يعقوب، وجعل الأنبياءَ في ذرية ولده يعقوب. واعلم أَنه لا يجب في التشبيه أن يطابق المشبه المشبه به من كل وجه فيكفى فيه وجود بعض الصفات مشتركة بينهما.
﴿إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾:
هذه الجملة مستأنفة لتحقيق مضمون الجمل المذكورة، أَي يفعل ما ذكر لأنه محيط العلم بكل شيء فيعلم من يستحق الاجتباء وما يتفرع عليه من النعم، حكيم فيما يقدره ويشاؤه، فيكون دائمًا موافقا للصواب مجانبًا للخطأ.
﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٨) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (٩)﴾
المفردات:
﴿عُصْبَةٌ﴾: أي جماعة، وتطلق لغة على الجماعة من الرجال عشرة صاعدًا، اطلق عليهم ذلك، لأَن الأمور تعصب بهم (١) أَي تشتد بهم وتقوى.
﴿ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾: خطأ بين واضح، وأصل الضلال البعد عن الطريق الموصل إلى الغاية.

(١) انظر البيضاوى.


الصفحة التالية
Icon