﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (٢٩)﴾
المفردات:
﴿مِنْ كَيْدِكُنَّ﴾: من احتيالكن ومكركن أيتها النساء.
﴿مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾: من المذنبين المتعمدين: من خطىء المرءُ إذا تعمد الذنب، ومضارعه يخطَأُ بوزن يأثَم بفتح الثاء ومصدره الخطءُ بكسر الخاء بوزن الإثم.
التفسير
٢٨ - ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾:
أي فلما رأي سيدها - أي زوجها - قميص يوسف شق من خلفه. قال لامرأته: إِن اتهام يوسف بأنه أراد بك سوءًا ناشيءٌ من كيدكن أيتها النسوة للرجال، فأنت التي راودتِهِ فم يفعل، وفرَّ منك فاجتذبتهِ إليكِ وأنتِ كاذبة في نسبة إرادة السوء إليه.
وقد أَصاب العزيز في الحكم بأن كيد النساء عظيم، لأنه أشد تأثيرًا في النفس ولأنه قد يورث من العار أشد مما يورثه كيد الرجال، ولتفرغهن لهذا الفن أكثر منهم، ولهذا كن أَعظم وسائل الشيطان في عصيان الله - تعالى - قال حكيم: "ما أَيس الشيطان من أَحد إلا أتاه من جهة النساء".
ولهذا قال بعض العلماء: أنا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان، فإنه - تعالى - يقول في حق الشيطان: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ وقال في حق النساء: ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾.