ومن المفسرين من حمله على إِحسان العلم، وبه قال الفراء، ومنهم من حمله على الإحسان في المعاملة وذلك لأنه كان يعود المرضى ويداويهم، ويساعد المحتاجين ويواسي السجناء ويسري عنهم ويصبرهم.
وقيل: معناه من المحسنين إِلينا إن فسرته لنا وأرحت قلوبنا.
واختلف في رؤياهما فقيل إنها مصطنعة وليست حقيقية، فعن ابن مسعود: قال أحد الفتيين لصاحبه: تعال حتى نجرب هذا الفتى العبراني، فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئًا، قاله ابن مسعود.
وقيل: إنها صحيحة وهو الظاهر، قال ابن عباس ومجاهد: كانت رؤيا صدق رأياها وسألاه عنها، ولذلك صدق تأويلها.
﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٣٧) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٣٨)﴾
التفسير
٣٧ - ﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا﴾:
لما طلب السجينان من يوسف عليه السلام أن يعبر لهما حلميهما وقالا له: ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ أَخبرهما بما يحقق صحة ما اعتقداه فيه من أَنه ممن يحسنون تأويل الأحلام


الصفحة التالية
Icon