﴿وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (٤٥) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦)﴾
المفردات:
﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾: قرىء بضم همزة ﴿أُمَّةٍ﴾ وتشديد ميمها مفتوحة (١). أي وتذكر بعد جماعة كثيرة من الزمن، قال الأخفش: هو في اللفظ واحد. وفي المعنى جمع: أهـ، وكل جماعة كثيرة فهى أمة. ﴿الصِّدِّيقُ﴾: الكثير الصدق.
التفسير
٤٥ - ﴿وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ﴾:
أى وبعد أن عرض الملك رؤياه على رهبانه وحكمائه، وعجزوا عن تأويلها قائلين ﴿وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ﴾ قال الذي نجا من صاحبي يوسف في السجن، والتحق بخدمة الملك ساقيًا له، وقد تذكر يوسف وقدرته العظيمة على تأويل الرؤيا، وأنه أوصاه أن يذكره عند سيده لعله يخرجه من السجن لأنه مظلوما ﴿وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا﴾ للملك وأهل مجلسه: أنا أخبركم بتأويل حلم الملك بعد أَن أعرفه من عليم بتأويل الأحلام فأرسلوني إليه لأسأله.
٤٦ - ﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ﴾:
أي فأرسلوه إليه. فناداه نداء يشتمل على الثقة بصدقه العظيم في أمره كله، وبخاصة فى تأويل الرؤيا حسبما جربه منه وشاهد أحواله إذ قال له في براعة استهلال: يا يوسف
أمهت وكنت لا أنسى حديثا | كذلك الدهر يودي بالعقول |