٣ - تسلية الرسول عن استهزاءِ قومه، بأَن ذلك عادة أَهل الباطل مع المرسلين ذلك في قوله سبحانه:
"وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (١١) ".
٤ - التنبيه إِلى الآيات الكونية الدالة على وحدانيته تعالى وعظيم قدرته، مثل بروج السماء، والشهب التي تتساقط منها، والأَرض وإرسائها بالجبال، وتيسير أَسباب المعايش فيها، وإرسال الرياح لواقح، وإِنزال الماء لسقيانا، وما نحن له بخازنين، بل هو عطاءٌ من رب العالمين، وأَنه تعالى هو المحيى والمميت وأَنه سوف يحشر الناس أَجمعين للحساب والجزاءِ.
٥ - التنبيه إِلى أَن مبدأَ خلق الإِنسان كان من صلصال من حمإِ مسنون، والجان كان من نار السموم، وأَنه تعالى أَمر الملائكة بالسجود لآدم بعد تمام خلقه، فسجدوا إِلا إبليس فطرده الله من الجنة، لتكبره وعصيانه، وأَنه انتقم لنفسه ظلمًا من آدم، بإغرائه بالأَكل من الشجرة، فأَهبطه الله وزوجه إِلى الأَرض التي خلقه منها ليكون فيها خليفة، وأَن إِبليس توعد بنى آدم بإِغوائهم أَجمعين إِلا عباد الله المخلصين، فإِنه ليس له عليهم سلطان، وأَن جهنم موعد العصاة أَجمعين، وأَن المتقين في جنات وعيون إِخوانًا على سرر متقابلين.
٦ - ذكر قصة إِبراهيم وأَضيافه من الملائكة، وقد جاءَ فيها أَنهم بشروه -في شيخوخته- بغلام عليم، فعجب من بشارتهم وقد تخطى سن الأَمل إِلى شيخوخة اليأْس، فطمأَنوه قائلين: "بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ٥٥ - ٥٦": وأَخبروه أَن الله أَرسلهم إِلى قوم لوط لعقابهم على كفرهم وجريمتهم التي اشتهروا بها في العالمين.
٧ - ذكر قصة لوط وقومه، وقد جاءَ فيها أَمر الملائكة إِياه بالإِسراء بأَهله في جزء متأَخر من الليل، ونهيهم لهم عن الالتفات إِلى ما وراءهم، وأَن عليهم أَن يمضوا حيث يؤمرون وأَعْلموه أَن قومه الآثمين هالكون جميعًا في الصباح، وقد حدث هذا؛ فإِنه تعالى جعل في الصباح عالى بلادهم سافلها، وأَمطر عليهم حجارة من سجيل، جزاء كفرهم وجرائمهم