الحر سبعة أَيام لا يظلهم منه ظل ولا يمنعهم منه شيءٌ. ثم بعث سبحانه عليهم سحابه فجعلوا يلتمسون الروح (١) منها فبعث عليهم منها نارًا فأكلتهم فهو عذاب يوم الظلة. وقوله سبحانه:
٧٩ - (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ):
مرتب على ظلمهم الذي تجاوز كل ظلم، وإِبهام نوع الانتقام هنا ثم تفسيره في سورة الشعراءِ بعذاب يوم الظلة دليل على شدة هوله وعظمه. وقد قلنا مرارًا إن الكتاب العزيز يفسر بعضه بعضا، وضمير التثنية في قوله تعالى: "وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ"، قيل أَنه يعود إِلى الأَيكة ومدين. لأَنه لما كان رسولهما واحدًا هو شعيب عليه السلام كان ذكر أَحدهما منبهًا على الآخر، والظاهر أَنه يعود إِلى مسكنى قوم لوط وأَصحب الأَيكة - قال الآلوسى: وإِلى ذلك ذهب الجمهور. أ. هـ. ويؤيده أَنهما تقدما في الذكر. وقد أُضْمِر سابقًا قرية قوم لوط بضمير المفرد في قوله: "وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ". وأَضمر لها وللأَيكة هنا بضمير المثنى حيث قال تعالى: "وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ". ولعل هذ التكرير العبرة والعظة بما يصيب القوم المجرمين. والإِمام المبين هو الطريق البين الواضح الذي يأْتم به ويهتدى الغادى والرئح.