وأوبارها وأشعارها أثاثًا لبيوتنا وملابس تقينا من لفح الحر ولذع البرد، وهدانا إلى اتخاذ الدروع التى تحمينا فى ساحة القتال، ولكن كثيرين منَّا يعرفون هذه النعم وهم لها جاحدون.
١١ - وأن الله سبحانه أمر عباده بمراعاة العدل والإحسان وصلة الأرحام، ونهاهم عن ارتكاب الآثام، كما أمرهم سبحانه بالوفاء بالعهود المُبْرمة والأيمان المؤكدة، وألَّا ينقضوا ما أبرموه وألَّا يتخذوا أيمانهم وسيلة للخداع والتمويه وألا يستبدلوا ما عاهدوا عليه الله بعرض زائل ولا ثمن قليل، فإنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى وسيجزى الله عبادهُ المتقين أَجزل الثواب.
١٢ - وأن على المؤمنين حين يتلون كتاب الله أن يستعيذوا به من وسوسة الشيطان حتى لا يُفْسِد عليهم تلاوتهم أَو يصرفهم عن تدبر آيات الله البينات؛ فإنه لا سلطان للشيطان على المؤمنين المتوكلين على الله، وإنما سلطانه على الموالين له المنصرفين عن عبادة الله.
١٣ - وأنه إذا أنزل الله آية بدلا من آية كذَّب المشركون رسولهم، وكان عليهم أن يعلموا أن الرسول لا يفترى على الله الكذب، وأنه تلقى وحى الله عن طريق الروح الأمين تثبيتًا لقلوب المؤمنين وهدى وبشرى للمسلمين؛ وأن المشركين يزعمون أن محمدًا - ﷺ - تعلم القرآن عن طريق غلام أعجمي بمكة، وفاتهم أن هذا الغلام أعجمى لا يكاد يبين وأن القرآن الكريم عربي مبين، وافتراءُ الكذب على الله من شيمة الكذابين الكافرين.
١٤ - وأن من كفر بالله بعد الإيمان فجزاؤه العذاب الأليم، إِلا من أُكْرِه إكراهًا شديدًا على النطق بالكفر وقلْبُه ممتليءٌ بالإيمان.
١٥ - وأن النعم تزول بجحودها، وقد ضرب لذلك مثلا بقرية سعدت بأنعم الله فعاشتْ آمنة مطمئنة فلما كفرت أذاقها الله لباس الجوع والحاجة والهوان بسبب كفرها وإنكارها لأنعم الله.
١٦ - ثم وجه الله عباده إلى أن يطْعموا الحلال وأن يبتعدوا عن الحرام، ونهاهم عن أن يبتدعوا من التحريم والتحليل ما لم يأذن به الله، ونبههم إلى أن من وقع فى الآثام وبادر بالتوبة فإن الله من بعد ذلك لغفور رحيم.
١٧ - ثم أمر الله رسوله أن يلتزم فى دعوته بالرفق والأناة والموعظة الحسنة وأن يجادل الكُفار بالحسنى، وإذا آذاه المشركون فإنَّ له أَن يقابل إيذاءهم بمثله وله أن يصبر فإن الصبرَ خير عاقبة وأجدى مآلًا فإن الله مع الصابرين المحسنين.