﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤)﴾
المفردات:
(نُطْفَةٍ): ماءُ الرجل ففيه الحيوانات المنوية، وماءُ المرأَة ففيه البويضة التي تلقح بحيوان من حيوانات مني الرجل، فيحصل الحمل وفقا لمشيئة الله تعالى.
(خَصِيمٌ): شديد المخاصمة والمجادلة. (مُبِينٌ): واضح ظاهر.
التفسير
٣ - (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ): بعد أَن قرّر الله أَن لا إِله إِلا هو ساق الدليل على وحدانيته، بأَنه ابتدع السماوات والأَرض على غير مثال سبق، ونسَّق بينهما أَتمَّ تنسيق، ودفع كلا منهما في فلكه المرسوم، خلق هذا كله مقرونا بالحق، مُتَّسِمًا بِالحكمة السامية في الخلق والتدبير كما قال سبحانه: " {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" (١).
(تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ): تنزه الله وتقدس وتسامى عن أَن يكون له شريك في ملكه أَو نطير في خلقه وتدبيره، فإِن هؤلاء الشركاءَ عاجزون عن تدبير أَنفسهم وجلب النفع لهم، أَو دفع التفسير عنهم، فكيف يكونون شركاء لله الواحد القهار، ثم تحدث عن خلق الإِنسان وخاصمته لربه فقال جل ثناؤه:
٤ - (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ):
وكما خلق الله السماوات والأَرض بالحق خلق الإِنسان في أَبدع تكوين من ماءٍ مهين حيث زوده بالسمع والبصر وأَيده بالعقل المفكر. ولم يكتف بذلك، بل أَرسل إِليه الرسل،