السيارات والقطارات والطائرات والسفن الضخمة التي تسير بالبخار وغيره إِلى غير ذلك من الوسائل التي لم تعرف حتى الآن، وفي هذا الإِعجاز القرآنى ما لا يخفى على الباحثين الدارسين، ولا تزال الكشوف متوالية إِلى ما شاءَ الله بما لم يكن يخطر على بال.
﴿وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (٩)﴾
المفردات:
(قَصْدُ السَّبِيلِ): مستقيم الطريق. (جَائرٌ): منحرف.
التفسير
٩ - (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ): أَي وكما أَنعم الله علينا بالنعم الحسِّية الوفيرة تفضل بهدايتنا إِلى الطريق المستقيم الموصل إِليه سبحانه بما أَنزله من الكتب، ومن بعثهم من الرسل، ولو وكلنا إِلى أَنفسنا لضللنا هذا الطريق الذي دعا إِليه جميع الرسل، وهو الذي وصَّانا به سبحانه في القرآن، وباقى الطرق معوج ينحرف عن الحق، وقد نهينا عن سلوكه كما قال تعالى: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (١).
(وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ): أَي ولو أَراد سبحانه وتعالى هداية البشر جميعًا بطريق الجبر لهداهم ولكن حكمته السامية اقتضت أَن يختبرنا، ويتركهم لعقولهم واختيارهِم، بعد أَن أَرشدهم إِلى آياته ودعاهم إِلى الحق على أَلسنة رسله "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ" (٢).
(٢) الأنفال - ٤٢