التفسير
١٤ - ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾:
وهو الذي سخر لكم البحار بقدرته وحكمته، لكي تستطيعوا اصطياد كائناتها البحرية من الأسماك لتأكلوها طرية أي قبل أن يسرع إليها الفساد وسخرها أيضًا لكي تتزينوا بحليتها، وذلك باستخراج بعض الحلي منها، مثل اللؤلؤ والمرجان والأصداف لاستعمالها في الزينة.
﴿وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ﴾. أي وترى السفن تشق سطح الماء تستخدمونها في صيد الأسماك واستخراج الحلي من البحر. ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾: أي ولتطلبوا بها منافع أخرى من فضل الله غير ما تقدم، كالتجارة ونقل الحاصلات والبضائع من مرفإ إلى مرفإ ومن قطر إلى قطر، وغير ذلك كالارتحال بها لطلب العلم حيث يوجد العلم والعلماء.
﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾: أي وأمدكم الله بهذه النعم كلها لكي تشكروه على إحسانه وفضله. وتقدروه حتى قدره.
١٥ - ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾: أي ومن نعم الله الكثيرة عليكم أنه جعل في الأرض جبالًا شامخات ثابتات تحفظ اتزانها في دورانها حتى لا تضطرب في حركتها.
﴿وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾: أَي وجعل في الأرض أنهارا عذبة تجرى مياهها من منابعها إلى مصابها، لتهَيَّئ الري للإنسان والحيوان والنبات، وجعل سبحانه في الأرض طُرُقا كثيرة تنتقلون فيها من مكان إلى مكان للتجارة وجلب الرزق وتبادل المنافع، لكي تهتدوا إلى غاياتكم إذا سلكتموها.
١٦ - ﴿عَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾: أي وجعل في الأرض علامات لتوضيح الطرق من جبال وأنهار وغير ذلك، كما جعل النجوم في الليل عَلامات واضحة لتحديد الجهات في البحر والبر والجو، فقادة السفن والطائرات ورواد الفضاء يهتدون بالنجم القطبي أو سواه لتحديد مساراتهم واتجاهاتهم للوصول إلى أهدافهم.


الصفحة التالية
Icon