﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (٨)﴾
المفردات:
﴿رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾: جعلناكم تغلبونهم بعد أَن غلبوكم، وأصل الكرة الرجعة، وإِطلاقها على الغلبة هنا لما فيه من الرجوع إليهم بعد هزيمتهم منهم.
﴿أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾: النفير والنافر من ينفر مع الرجل من عشيرته لمؤازرته والمراد من قوله ﴿أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ أكثر عددا بما كنتم أو من أَعدائكم (١). ﴿وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾: أي وإن أَسَأتم فعليها، فاللام هنا بمعنى على. ﴿وَعْدُ الْآخِرَةِ﴾: وعد المرة الآخرة من مرتَيِ الإفساد.
﴿لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾: ليظهروا المساءة عليها بسبب ما نالكم من أَذاهم.
﴿وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ﴾: المراد بالمسجد هنا بيت المقدس ﴿وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾: وليهلكوا ما غلبوه واستولوا علية إِهلاكا شديدا. ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾: وإن عدتم للإفساد عدنا للعقوبة.
﴿وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾: وجعلناها لهم سجنا يحصرهم ويحبسهم (٢) ويمنعهم من الإفلات.

(١) قيل النفير مصدر، وفعله نفر بمعنى خرج، أي أكثر خروجا للغزو، قال الشاعر:
فأكرم بقحطان من والد وبالحميريين أكرم نفيرا
(٢) من الحصر وهو الحبس وهو إما اسم جامد لا يلزم تأنيثه مع المؤنث، وإما وصف بمعنى فاعل، علي أنه صيغة نسب سماعية، أي ذات حصر ومنسوبة إليه، كما في لابن وتامر أي من منسوب إلى اللبن والتمر.


الصفحة التالية
Icon