المفردات:
﴿تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ﴾: تتنحى وتميل عنه. ﴿تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ﴾: تتركهم ناحيته، من قرض بمعنى ترك. ﴿فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ﴾: في مُتَّسَع من الكهف. ﴿أَيْقَاظًا﴾: جمع يَقِظ بمعنى منتبه غير نائم. ﴿وَهُمْ رُقُودٌ﴾: راقدون - أي نائمون. ﴿بِالْوَصِيدِ﴾: بالفِناء أمام الكهف، ويطلق الوصيد أَيضًا على العَتبَة، فلعله كان يجلس بباب الكهف ومدخله عند موضع العتبة لحراستهم. ﴿لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ﴾: لو رأيتهم وشاهدتهم.
﴿لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ﴾: لأعرضت بوجهك عنهم.
التفسير
١٧ - ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ﴾:
أَفادت الآية التي قبلها أن بعضهم أشار عليهم بعد اعتزالهم قومهم المشركين، أن يأووا إِلى الكهف رجاءَ أَن يبسط الله لهم من رحمته بعد فرارهم بدينهم، وأَن يسهل لهم من أمرهم ما يرتفقون به، وقد جاءَت هذه الآية لتُبيِّن حالهم بعد أن أوَوْا إِلى الكهف استجابة لمشورة أحدهم، وقد حدث بعد لجوئهم إِلى الكهف أَنهم ناموا، ولم يذر بخلدهم ماذا يكون من أَمرهم بعد نومهم من عجائب الأمور، فضرب الله على آذانهم حِجابًا كثيفًا يمنع سماعهم لما يجري حولهم، بأَن جعل نومهم عميقًا يشبه رقود الموتى ولم يصرح بذلك هنا اكتفاء بإِجمال حالهم من قبل في قوله تعالى: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (١٠) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾ (١). والخطاب في قوله تعالى: ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ﴾ إِمَّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما لكل أَحد، إِيذانًا بغاية ظهوره والمعنى:
وترى أَيها الباحث عن حالهم في كهفهم - ترى - الشمس إذا طلعت تتزاور وتتنحى (٢) عن كهفهم جهة يمين الداخل إِليه، وتراها عند غروبها تعدل عنه ولا تدخله جهة الشمال،
(٢) من قولهم تزاور عنه. أي عدل وانحرف - انظر القا