﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١)﴾
المفردات:
﴿أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾: أجل العثور السقوط لِجِهة الوجه، كما قال الراغب، ثم تجوز به عن الحصول أو الاطلاع على أَمر مصادفةً، وأَعثرنا عليهم معناها في الآية أطلعنا عليهم أَهل مدينتهم. ﴿لَا رَيْبَ فِيهَا﴾: لا يصح أن يرتاب فيها أحد. ﴿السَّاعَةَ﴾: القيامة، وسميت بذلك لأنها تفجأ الناس في ساعة يجهلونها، ويختص الله بعلمها.
﴿يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ﴾: يتخاصمون في نومهم ثانيا بعثهم، فمِنْهم مُقِر بدلالته على البعث الأخروى، ومنهم نافٍ له، أو يتخاصمون في نومهم ثانيا بعد يقظتهم أَهو موت أم هو رقود كما كانوا.
التفسير
٢١ - ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ﴾:
تحكى هذه الآية ما آل إليه أَمرهم بعد يقظتهم من رقدة لم يعرف لها التاريخ مثيلا، حيث مكثوا نياما "ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا" ثم كان من قصتهم ما سنذكره إِجمالا ثم نفصله، والمعنى:
وكما أَنَمْنَاهُم هذه النومة الطويلة العجيبة، وأيقظناهم بعدها بحالة عادية ظنوا معها أَنهم لبثوا نائمين يومًا أَو بعض يوم - كما فعلنا ذلك - أطلعنا الناس عليهم بعد تلك الأجيال العديدة التي ظلوا فيها نائمين، ليعلموا بما عرفوه من أحوالهم العجيبة، أن وعد الله تعالى